مما لاشك فيه أن فوبيا المدرسة من أكثر أنواع الفوبيا
إنتشارا بين فئات الاطفال وصغار السن ، والفوبيا عبارة عن حالة من الخوف المرضى
الشديد من شئ لايستدعى الخوف من الأساس ، حيث يعانى المصاب من حالة من الهلع
والفزع لدرجة قد تؤثر على حالته الجسمانية ، لتؤدى إلى مجموعة من الأعراض
الإكلينيكية الجسدية كالأرق وإضطرابات النوم ، فقدان الشهية ، ضيق التنفس ، آلام
البطن ، علاوة على الشعور بالغثيان والقئ .
وتحدث الفوبيا عادة للأطفال من هم دون العاشرة من عمرهم
، لكنه قد يحدث احيانا فى أعمار سنية أكبر ، وعموما كخطوة أولى للعلاج ينبغى
الوقوف على العامل المسبب لهذه الحالة المرضية ، فقد يصاب الطفل بهذا الأمر بصورة
ذاتية ، أى دون وجود سبب فعلى ، حيث يرتبط الامر بخوف الطفل من الإنفصال عن والديه
، ولاسيما فى بداية العام الدراسى أو فى الفئات السنية الصغيرة .
كذلك قد يصاب الطفل بهذه الحالة نتيجة لوجود خطر ما
يتهدد الطفل ، كتعرضه للعنف الجسدى أو اللفظى من أحد زملائه أو حتى أحد مدرسيه ،
مما يؤدى إلى نفوره من محيط الدراسة فى بادئ الأمر ، ليتحول لاحقا إلى حالة من
الفوبيا .. كذلك فقد لوحظ أن تأخر الطفل دراسيا قد يسهم أحيانا فى هذا الإصابة بالفوبيا
.
ويلاحظ أن الطفل المصاب بفوبيا المدرسة عادة ماتتفاقم
الأمور لديه ، وذلك لأن الأهل عادة ماتكون ردة فعلهم الأولية إزاء هذا الأمر غير
صحيحة وغير متفهمة للموقف ، إذ ينبغى أن يولى الآباء إهتمامهم الكامل لهذه المشكلة
، وإعتبارها مشكلة كبيرة تحتاج إلى إيجاد حل ، لا أن يتهموا الطفل بالتدليل وسوء
الأدب ، فهذا الأمر كما أسلفنا سابقا يؤدى إلى تفاقم الحالة وتعقيدها أكثر .
لذا وكبداية ينبغى الوقوف على العامل المسبب لهذه الحالة
وعلاجه فى حالة وجوده ، كذلك فإن هذه المسئولية لاتقع على عاتق محيط الاسرة فحسب ،
بل ينبغى أن يكون هناك حالة من تضافر الجهود وتفهم الموقف لدى محيط المدرسة كذلك ،
مع مراعاة أن يكون هناك حوار عائلى متكرر بين الطفل وذويه بهدف بث روح الطمأنينة
فى أعماقه ، ومواجهة الحقائق ، وإزالة أى حالة من الخوف قد تعترى الطفل نحو
المدرسة والدراسة بوجه عام .
وختاما .. فى حالة عدم تحقيق أى نجاح ملموس ، ينصح
باللجوء إلى إستشارة نفسية متخصصة كعامل مساعد فحسب .